من طرف زينب الخميس 24 سبتمبر 2009, 18:12
موضوع مهم
وانا قررت اني أشارك لكن برأي احد الدعاة الداعية مصطفى حسني
اليكم مقال من اعداده جزاه الله كل الخير
بسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي وأصحابي، السلام عليكم..
بداية أحب أن أعبر عن سعادتي عند كتابتي هذا الموضوع ولقائي معكم من خلال "بص وطل".. وأود أن أُعرِّفكم بنفسي.. أنا شاب لم أتجاوز الثلاثين من عمري، وقد تعمدت ذكر سني لأقول لكم إن عمري قريب من كثير ممن يقومون بقراءة مقالي الآن فأنا شاب أعيش وسط الشباب، واحدا منهم، أعرف طموحاتهم وهمومهم، ما يسعدهم وما يقلقهم، والصعاب المحيطة بهم، وإيجابيات وسلبيات هذه المرحلة والمشاكل الكثيرة التي قد يمر بها كثير منا، فهذا المقال من أخ محب قريب من حياتكم.
***
سنتكلم اليوم معًا ونحن جلوس على بساط الحب، وسنجيب على عدة أسئلة كلها مرتبطة بموضوع مهم ويشغل ذهن كثير من الشباب والفتيات.. ذلك الموضوع هو حدود العلاقة بين الشاب والفتاة.
وبداية نقول إن الدنيا مصممة لتكون دار اختبار وليست دار نعيم وذلك لأن مدتها قليلة، ولقد زين لنا الشيطان في هذه الحياة الدنيا ألوانا من النعيم الزائف والسعادة الوقتية في إتيان بعض الشهوات كما قال تعالى: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ".
ذلك هو متاع الحياة الدنيا كما قال تعالى، ولكنه متاع قليل، فمهما أخذ الإنسان من عطاء فيها فاغتنى ووصل لأعظم المناصب وتزوج أجمل النساء وعاش ملكًا متوجًا فكل هذه المتع لا تدوم، بل يعيشها الإنسان إلى حين ثم تزول، ولكن عند الله النعيم الدائم لمن اتقى وخشي ربه، ولهذا قال الله تعالى في الآية التالية لآية حب الشهوات: "قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ".. وذلك ليعلمنا الله تعالى أن الإنسان أغلى عليه من أن يجعل هذا العمر القصير للدنيا هو ما كتبه له من متاع ونعيم فقط، فجعل له الخلود الدائم والنعيم المقيم.. فمن ترك الشهوات المحرمة في الدنيا لله عوّضه الله بأعظم منها حلاوة في قلبه، وجزاءً يوم لقاء ربه.
فإذا ران على القلب حب الشهوات فلا علاج له سوى كثرة الذكر فكثرة الذكر تغسل القلب من أي شهوة تدخل فيه كما قال سيدنا معاذ بن جبل: "لكل شيء جلاء -أي طهارة- وجلاء القلوب ذكر الله تعالى".. فالذاكر قلبه مستعد أن يبتعد عن أي شهوة تحجبه عن شهود الحق، والتماس رضاء الله تعالى. ومستعد أن يقترب بأي معنى جميل لربنا سبحانه ونعالى.
وأول الأسئلة التي يرسلها لنا الشباب والفتيات هو:
لو أن ولدًا يتعامل مع بنت بدون شهوة أو في عمل جماعي، ما هي حدود هذا التعامل؟
الحقيقة أن في أمر التعامل الجماعي هناك ثلاثة أنواع من التوجهات، نوع تشدد على نفسه وفضل أن يبتعد تمامًا عن أي تعامل، فلا يُحدِّث أحدًا منهن ولا يخالط أحدًا تحت أي ظرف أو لأي سبب، ونوع أفرط في التعاملات والاختلاط فلم يغض بصرًا ولم يضع حدودًا.. ونوع ثالث اتخذ سبيلاً وسطًا، فغض البصر وتجنب الخوض فيما لا يفيد، وحدد التعاملات، فلم يتعامل إلا لأمر محدد وفي حدود هذا الأمر.. ونحن نقول إنه إذا كان ولابد من التعامل فيجب أن يكون لضرورة.. وفي حدود هذه الضرورة. وذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن.
ولنقرب الصورة نعطي هذا المثال: فلو أنا في عمل وبه سيدات وفتيات وطُلِب مني أن أجلس في اجتماع معهن فلا مانع من الجلوس، والكلام والمناقشة، ولكن يجب أن أجلس وأنا أغض بصري ولا أتكلم بتهريج، ولا منابذة، ولا أختلي مع واحدة منهن فإذا كان الأمر كذلك فأنا أطمئن على أختي أو زوجتي وهي في مجال العمل، وأستطيع أن أقول لها انزلي للعمل إذ أن من حولها يغضون أبصارهم فيحفظوا أنفسهم ومن معهم بل ويحفظوا نساءهم اللائي يخرجن للعمل مثل زميلاتهم اللائي يعملون معهم، فإظهار الالتزام وعدم رفع الكلفة من آداب هذا التعامل. وقديمًا قالوا إن رفع الكلفة يزيد الألفة.
وهناك أمر يقع فيه الكثير من الشباب إذ يقول أحدهم إنه يتحدث معها ليدعوها إلى الله. ولابد من أن نحذر مكر الشيطان، فهو مخلوق يتسم بالذكاء في غوايته. فيهيء لك طريقًا للخير ليسلك لك في آخره طريقا للغواية، فإذا قلت سأدعوها إلى الله نقول لك إن لها إهلٌ هم أولى بدعوتها، ولا تستطيع أن تدعو إلى الله بما لم يحل الله، فلنحذر مكر الشيطان ولنلتزم بحدود الضرورة ونحن نتعامل مع الفتيات.